في ناس مش عاجبهم الشعر الاحمرر شوفوو

كشفت دراسة حديثة أن النساء ذوات الشعر الأحمر يصمدن للآلام أكثر من السمراوات والشقراوات.
فقد قام علماء من جامعة أدنبرة بفحص مورث التحول الأحيائي وعلاقته باحمرار الشعر ومدى صمود النساء الحمراوات أمام الآلام الجسدية مقارنة بغيرهن من النساء. ولكن هذا التحول الأحيائي ليس له تأثير على الرجال ذوي الشعر الأحمر كما هو الحال عند النساء. ومن المنتظر أن تقود هذه الدراسة إلى اكتشاف مواد تخدير وعقاقير جديدة لتسكين الآلام.

وتوصل هذا البحث الجديد الذي يقوده البروفسور إيان جاكسون من وحدة الجينات البشرية بمجلس البحوث الطبية، إلى أن فأرات المختبرات ذوات الشعر الأحمر ثبت أن لديها قدرة أكبر على احتمال الألم مقارنة بغيرها من بنات جنسها. وفي هذا تأكيد لنتائج البحوث التي أجريت على النساء.

وقال البروفسور جاكسون «لقد وضح جلياً أن المرأة ذات الشعر الأحمر لديها قدرة أكبر على احتمال الألم، وهي تحتاج لمخدر أقل لتخفيف حدة الآلام لديها».

فعندما يعاني المرء من بعض الآلام، يطلق المخ مواد مخدرة كالأفيون لتسكين ذلك الألم. وبالنسبة لمعظم الناس، ينتج مورث «ميلانوكوكورتين -1» مادة بروتينية تقلل من مفعول المواد الأفيونية المخدرة. ولكن بالنسبة للحمراوات، فإن المسكنات الطبيعية والصناعية تعمل بكامل طاقتها دون أن يقلل من مفعولها شيء.

وأثبتت الدراسة أن تأثير الأدوية المسكنة لدى الحمراوات يكون أكبر بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهن من النساء الشقراوات أو السمراوات أو حتى الرجال. ولعل الفرق الكبير في الطريقة التي يتعامل بها المخ مع الآلام لدى الرجال والنساء تعكس الفروق الكبيرة بين الجنسين. ويؤمل أن يكون هؤلاء الباحثون الآن أكثر قدرة على اكتشاف سبل جديدة لتطوير عقاقير تخفف من حدة الآلام.

كما قد تكشف هذه الدراسة ما ظلت تتمتع به المرأة ذات الشعر الأحمر من قوة في شخصيتها عبر القرون؛ من كليوباترا مروراً بأليزابيث الأولى إلى آن روبنسون.

وقالت الباحثة آن مارغريت دانيال، من جامعة برينستون، ومؤلفة كتاب «الحمراوات» إن النساء ذوات الشعر الأحمر يتمتعن بشخصيات خرافية.

وأضافت «يعطي الشعر الأحمر المرأة قوة لا تضاهى. فالرسامون والشعراء مثلاً يستخدمون الشعر الأحمر إلى هذا الغرض كما فعلوا مع شخصية أسطورية مثل ماري ماجلدين ورامبرانت وروبينز.

وقد ظلت اسكتلندا لزمن طويل مركزاً لدراسة ذوات الشعر الأحمر نسبة لانتشار هذه الظاهرة في البلاد أكثر من غيرها من البلدان الأخرى.

وكان أحد الباحثين بجامعة أدنبرة هو أول من اكتشف علاقة مورث «ميلانو كورتين -1» بالشعر الأحمر، حيث إن حوالي 40 في المائة من الشعب الاسكتلندي يحمل هذا المورث، فيما تبلغ نسبة أصحاب الشعر الأحمر بين أفراد الشعب 7 إلى 10٪.

ولم يعرف بعد سبب ارتفاع نسبة احمرار الشعر بين أفراد الشعب الاسكتلندي. غير أن إحدى النظريات تقول بأن المناخ في تلك الأصقاع مناسب لنمو الشعر الاحمر الذي لديه حساسية ضد الشمس.

وكشفت الدراسة أيضاً أن ذوي البشرات الداكنة أكثر عرضة للإصابة بكساح الأطفال وغيره من الأمراض الأخرى التي يسببها نقص فيتامين «دي» في الجسم دون التعرض كثيراً لأشعة الشمس. وأكد البحث أن ذوي الشعر الأحمر والبشرة الفاتحة يمكنهم الحصول على مواد غذائية أكثر من الشمس وأن فرصتهم في البقاء بالتالي تكون أكبر.

م
ن
ق
و
ل